هل هي سيرة ذاتية؟ نعم .. ولا .نعم لأنها تتعلق بالجانب السوري من حياتي . ولأن الجانب العالمي كان دائماً موجوداً في حياتي. ذلك الجانب الذي رفض مبدأ الحدود واعتبر أن كلمة الفعل ليس لها لون أو عرق أو جنس أو مكان.

أنا من مدرسة ذلك الروسي المنفي المعادي للستالينية، الذي حارب ستالين عندما كان حياً وكرس نفسه للفلسفة بعد موته. أنا معه حينما يقول: إنه يجب علينا أن نقضي على الحكم الاستبدادي قبل اختفائه طبيعياً وإلا فإن المثقف الملتزم سيشارك في إعادة انتاج هذا الحكم الاستبدادي وإن بأشكال أخرى.

بقي أن أقول إن كاتب هذه السطور ليس لديه طموح الإجابة عن الأسئلة المشهورة للفيلسوفة حنا أرنديت ( ماذا حصل ولماذا وكيف كان له أن يحصل؟) إن إجابة كهذه لايمكنها أن تكون موجودة فيشهادة ستفتح لاحقاً جدلاً حاداً حول هذه الأسئلة نفسها.

وأخيراً اهدي هذا الكتاب إلى أحرارسورية، من رحل منهم ومن لم يزل على قيد الحياة، الذين قالوا لا للطغيان في ظروف لا يقول فيها نعم إلا العبيد.

هيثم مناع

مطبوعات : أكاديمية العلم والسلم

الناشر:المركز التعليمي لحقوق الإنسان، الدكتور علاء الدين آل رشي

نقله إلى العربية: رامي عمرو

ISBN:978-3-946113-02-7