أبريل 26, 2024

هيثم مناع لصحيفة الموند: المعارضة المشاركة في مؤتمر جنيف 2 تنتحر

Dr.Manna 6علنت المعارضة الداخلية،(التي يتساهل النظام بوجودها)، يوم الأربعاء 15 كانون الثاني أنها لن تشارك في مؤتمر جنيف 2 للسلام المفترض افتتاحه يوم 22 كانون الثاني في مدينة مونترو السويسرية. فقد قالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، والتي لا تشكل جزءا من الائتلاف الوطني للمعارضة السورية الذي يشكل أكبر تجمع لمعارضي نظام الأسد، بأن “الظروف غير متوفرة لنجاح هذا المؤتمر”.

قرار المقاطعة من قبل هيئة التنسيق، التي طالما ناضلت من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، يشكل ضغطا على منافسها، الائتلاف الوطني الذي يعقد اجتماعا في اسطنبول في السابع عشر من الشهر، لاتخاذ موقف من مؤنمر جنيف 2 .

هيثم مناع المسؤول الرفيع في هيئة التنسيق في باريس أجاب على أسئلة اللوموند.

– اللوموند: هل قرار مقاطعتكم نهائي؟

-هيثم مناع: لن أدخل يوم 22 كانون الثاني إلى الأراضي السويسرية، وأقسم أنه لن تطأ قدم عضو في هيئة التنسيق الوطنية الأراضي السويسرية. إن مشاركة المعارضة السورية في الظروف والمعطيات الراهنة في جنيف 2 هو انتحار، المشاركة في المؤتمر تعني الاستسلام، تعني رفع الراية البيضاء.

– اللوموند: لماذا قرار المقاطعة، لقد كنتم أنتم من يدفع باتجاه عقد المؤتمر أكثر من الائتلاف؟

-مناع: شروط نجاح جنيف 2 غير متوفرة. لقد كانت مطالبنا هي مطالب الحد الأدنى، وهي: إفراج النظام عن المعتقلين من النساء والأطفال والعاجزين والمرضى، والتوقف عن قصف المناطق المدنية، وتوفير الخبز والماء للمناطق التي يحاصرها الجيش، هذه المطالب أقل مما تطالب بها المنظات الخيرية، نحن لم نطالب حتى بإعادة الكهرباء إلى المدن المحاصرة، كل ما أردناه أن يُظهر النظام أقل قدر من الإنسانية، أن يعطينا إشارة حسن نية صغيرة، وقد رفض أن يعطينا هذه الإشارة. إن المجتمع الدولي غير قادر على إخراج طفل سوري واحد من المعتقل، كيف له أن ينتزع من بشار الأسد سلطاته؟

– اللوموند: هل أنتم مستعدون لإعادة النظر في قراركم في حال اتخذ الائتلاف قرارا يوم الجمعة بالمشاركة في المؤتمر؟

-هيثم مناع: إن الضغوط التي تمارس على الائتلاف قوية، هناك ضغوطا عليه من قبل الدول الغربية. وإذا افترضنا أنه وافق على الحضور، فلن يكون لدينا سوى فترة أربعة أيام ، بين 17 و22 كانون الثاني، لتشكيل وفد موحد، والاتفاق على موقف موحد، وفي الوقت نفسه أن ينتزع المجتمع الدولي من دمشق تنازلات، هذا الأمر غير ممكن. كيف تفسرون عدم قدرة موسكو أو واشنطن على الحصول على أي إشارة حسن نية من دمشق؟ إن الأمريكان والروس متواطئون، إنهم يضحكون علينا، إذا كانوا قادرين على تزويد هذا الطرف أو ذاك بالسلاح، فهذا يعني أنهم قادرون على ممارسة الضغط على النظام. نحن لن نكون دمى تحركها الدول.

– اللوموند: هل تعتقدون أن الدول الغربية تستعد لفتح حوار مع النظام؟

– هيثم مناع: تماما، لقد أعيد فتح الحوار على المستوى الاستخباراتي. هناك نوع من الاتفاق السري بين القوى الكبرى والنظام، وهو الاتفاق الثاني بعد الاتفاق الأول الذي تم التوصل إليه حول نوع الأسلحة الكيميائية في شهر أيلول من العام 2013 . القوى الكبرى ترغب بإعادة توجيه جهودها نحو مكافحة الإرهاب وفي نفس الوقت إجراء تغييرات شكلية في هيكل الدولة. أنا لا أملك تفاصيل الاتفاق، لكن كل المؤشرات تدل على وجوده.

– اللوموند: هل ما زلتم مؤيدين للحل السياسي؟

-هيثم مناع: ليس هناك حل عسكري، إن المعركة السياسية أصعب من المعركة العسكرية. الحل السياسي هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، لكن في حال لم يتم تشويهه، أي كما يقترح علينا اليوم.

– اللوموند: هل تم إجهاض جنيف 2؟

– هيثم مناع: لا أدري. يجب على الأقل تأجيله. إذا ما ذهبت المعارضة إلى مونترو بالظروف الحالية فالنتيجة ستكون 0-2 لصالح النظام.

بنجامين بارث صحفي في اللوموند.

صحيفة اللوموند الفرنسية 15/01/21014