هاجم هيثم مناع التمويل الأمريكي في مداخلة له عن اضعاف المقاومة المدنية العربية عبر التمويل وقال بأن “من المستحيل أن يقتنع المواطن العربي بأن مركز دراسات ممول من خمس سفارات غربية يمكن أن يكون شمعة تنوير ضد الاستبداد الداخلي والاستعباد الخارجي، فمن هي الحكومات الحريصة على بقاء الاستبداد العربي ومن أين أتت القواعد التي تحمي هؤلاء والأسلحة التي تمنح إسرائيل تفوقا عسكريا كبيرا على العرب؟”. وقد أشار مناع إلى تصريحات هيلاري كلينتون التي تتحدث عن مليارات قدمتها الإدارة الأمريكية للجمعيات الأهلية المصرية بالقول: “كيف يمكن لعرابة نتنياهو في السوق السياسية الغربية أن تكون مناضلة من أجل الديمقراطية في العالم العربي؟”. ورد على سؤال حول المساعدات المالية من حيث المبدأ خاصة وأن وسائل جمع التبرعات والمساعدات محظورة في كل الدول العربية قائلا: “من المشرف لأي منظمة حقوقية أن تجمع تبرعات من المواطنين وتحاسب على ذلك على أن تأخذ مالا من السفارة الأمريكية ولا تلاحق من أجل ذلك”.
وليست هذه المرة الأولى الذي ينتقد فيها مناع التمويل الأمريكي، وكان قد هاجم بشدة كونداليزا رايس عندما قالت قبل ثلاث أعوام بأن في سفارات الولايات المتحدة ستوزع 25 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية. وقال في تصريح لفرانس برس يومها: “يمكن لأية منظمة غير حكومية أن تتعاون مع منظمة تعمل في نفس الحقل لأن هذا يقع في نطاق التضامن المدني غير الحكومي، أما المساعدات من أجهزة حكومية ومن دولة تحتل بلدا عربيا فليست بريئة بحال وهي ضمن عملية تحويل المعارض السياسي والناشط المدني إلى ورقة من أوراق الضغط الأمريكية في لعبة الهيمنة الدولية”. وأضاف: “هناك من يتذرع بأن كشف عورات بعض المراكز التي تحولت لشركات تجارية للربح والإثراء السريع يصب في خدمة الأنظمة الدكتاتورية، مرتبات بعض العاملين في مراكز مدنية تفوق مرتبات الوزراء ومعظم مواردهم صارت تسلم باليد بدون إيصالات بحجة الدواعي الأمنية، لقد رأينا كيف تم ترويض أسماء معروفة في مصر بعد أن وضعت تحت مجهر فساد التمويل والمساعدات الحكومية الأجنبية، بحيث صارت تعرف عن ظهر قلب خطوطها الحمر. مضيفا: “من كان بيته الأخلاقي من زجاج عاجز عن ضرب فساد الأنظمة بالحجارة”. وحول الموقف من المساعدات المالية للجمعيات غير الحكومية قال: “نحن مع الشفافية الكاملة في أية مساعدات مالية، ومع وجود مكتب تدقيق مستقل وحساب شفاف. وإلا فهناك مشكلة، حقوق الإنسان لا تمنح أي إنسان حصانة معنوية ضد الفساد، وحدها الممارسة الأمينة تعطي المصداقية للمناضلين، لنتذكر أن أهم تقرير للدفاع عن الدكتاتورية في بورما كان من مناضل سابق في العمل الإنساني، ولدينا أكثر من وزير في حكومة تسلطية كان رئيسا لمنظمة مدنية.
وفي نفس السياق، رد مناع هذا الأسبوع على تصريحات مختلفة حول التمويل الأمريكي لبعض أطراف المعارضة السورية في الخارج بالقول: “انتزعت المعارضة السورية علنيتها بثمن باهظ كان أحيانا السجن ثمانية عشر عاما، أصبحنا بفضل تضحيات كبيرة نلتقي زيد كقيادي في حزب العمل الشيوعي وحمد كقيادي في منظمة لحقوق الإنسان. التصرفات المراهقة وغير المسؤولة لبعض أطراف المعارضة تضعها من جديد أمام السرية الاضطرارية بسبب الخروج عن القوانين العادية في البلاد. عندما يتلقى طرف سياسي أو حقوقي مساعدات كبيرة من أطراف مشبوهة يضع نفسه خارج القانون، وبالتالي يعود بالمعارضة سنوات إلى الخلف. للأسف هناك أطراف دخلت بسرعة لصفوف المعارضة واستطاعت بسبب التمويل الخارجي ممارسة تجارة البؤس على معارضين حرمتهم السلطات السورية من أبسط التعويضات والحقوق. ليس عندي أي وهم حول “نقاوة” التمويل الأمريكي وأظن أن من يلعب هذه اللعبة قد يحقق مكاسب مالية شخصية ولكنه يحمل فأس الهدم لفكرة التغيير الديمقراطي”
21/04/2010
الفجر نيوز