نيلسون مانديلا باق معنا وبيننا
فقدت الإنسانية اليوم أهم رموزها على امتداد قرن من الزمن. نيلسون مانديلا لم يعد بيننا. هذه الصخرة الشامخة للمقاومة والحرية والمساواة بين الناس ومناهضة العنصرية والتمييز. يغادرنا مانديلا تاركا لنا أكبر الدروس في الأخلاق والقيم والمبادئ والنضال في عالم حّول كلمات نبيلة وكبيرة كهذه إلى بضاعة من بضائع السوق.
غاب نيلسون مانديلا قائد أهم معركة ضد الاستيطان والتمييز العنصري في الأزمنة المعاصرة وأهم معركة في الانتقال المدني السلمي إلى الديمقراطية. لم تسجل شعوب جنوب إفريقيا هذا الانتصار على الأبارتايد وحسب، بل انتصرت أيضا على كل نزعات الثأر والانتقام والعنف الأعمى الذي يمكن أن يرافق عملية انتقال بهذا الحجم من الأحقاد والمظالم والإهانات والجرائم.
هل يمكن لأية قوة في العالم أن تغتال الذكرى العظيمة لهذا الرمز الكبير؟
لا أظن ذلك. لأن البشر بأمس الحاجة إلى ألف منديلا في كل مكان من فلسطين إلى القارة السوداء والبلدان المسحوقة والبلدان التي تحترق لأنها ابتعدت عن بوصلة عظماء مثل هذا العملاق الكبير
أشكر الأيام التي سمحت لي بالتعرف على هذه الشخصية الاستثنائية وأحتفظ دائما بحصتي من الأمل في أن الشعوب تستحق هكذا قيادات لكي تعود إلى التاريخ شامخة تكرّم إنسانها وتتكرّم به