الحكومة التركية تريد توريط قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة مسلحة معها. ونحن نعض على أصابعنا صبرا ونرفض التصعيد الذي يصب في خدمة التدخل التركي أكثر فأكثر. لذا نتصل بكل من يهمه الأمر لنقل صورة الانتهاكات والضغط لوقف العدوان. ولكن كما يتحدث الآخرون عن خطوط حمراء لدينا خطوطنا الحمر ويعرفها العدو قبل الصديق.
– لا أخفيكم أننا تلقينا إشعارا من السلطات السويسرية بأن هناك مجموعة خاصة حضرت لجنيف للنيل من الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية ومن الرفيق صالح مسلم.
– معروف موقف أربيل من التواصل الاقتصادي والاجتماعي شرقا وموقف حكومة أردوغان في الشمال وداعش في الجنوب ومزيج معاد في الجوار الغربي.
– الأمور تجري ضمن هوس الخوف المبالغ فيه عند السيد ستافان ديميستورا. عندما يخضع الوسيط الدولي لضغوط واملاءات الأمر يزيد تعقيدا. لا يمكن لمفاوضات منظمة بشكل رديء وراضخة لمنطق الإرضاء.
– قرار وقف العمليات العدائية ضروري جدا. العديد ممن يقاتل منذ أشهر بل أكثر يقاتل من أجل القتال لا من أجل تغيير جدي في حياة الناس وأوضاعهم ومستقبل نظام الحكم، لذا أسميتها بالحرب القذرة.
– نحن بحاجة لاستنباط أنموذجنا السوري الخاص. داخليا وجهة نظري الشخصية معروفة وبوصفي رئيسا مشتركا للمجلس أتجنب الآن طرحها للإعلام باسمي الشخصي، أتمنى أن تنال أغلبية قوية في نهاية هذا الشهر.
– بسبب حرص المنظمين للرياض على الاجتماع قبل صدور قائمة التنظيمات الإرهابية نظموا مؤتمرهم قبل أسبوع فتصادفت الأجندات الزمنية.
حاوره: أحمد بافى آلان
” علاقتي بحزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) تعود إلى 2004، ويوم كان للحزب معتقلين كان أحد “الرياضيْن” وزير ثقافة عند النظام ورياض الثاني محافظ ثم وزير ثم رئيس وزراء. أما رئيس الوفد المفاوض لهيئة الرياض فكان يعد دراسة عن الرؤية الاستراتيجية العسكرية لحزب الله ويرافق بطائرته الضيوف الرسميين للأسد عند دخولهم الأجواء السورية. من كان بيته من زجاج، لا يضرب الناس بالحجارة.“
– بداية لو نتحدث سبب قدومك إلى سوريا في هذه الأوقات، وخاصة مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية؟
كان من الضروري زيارة أهلنا في الجزيرة منذ زمن، معروف أن الدول والمنظمات عندما تتحدث عن حصار لا تعتبر مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية محاصرة. أولا لأنها للأسف تعتمد البكاء والعويل مقياسا، وأهلنا في هذه المناطق يديرون شؤونهم بشكل يحولهم من ضحايا إلى مقاومين. لكن أيضا معروف موقف أربيل من التواصل الاقتصادي والاجتماعي شرقا وموقف حكومة أردوغان في الشمال وداعش في الجنوب ومزيج معاد في الجوار الغربي. ومعروف أيضا أن الاعتداءات الإرهابية والتركية لا تتوقف. كان لا بد أن نكون مع أهلنا في حياتهم ومشكلاتهم ومع مكونات مجلس سوريا الديمقراطية باتصال مباشر لأن وسائل الاتصال العنكبوتية “لا تفش الخلق” كما يقال بالعامية. كان من المهم توجيه التحية لقوات سوريا الديمقراطية التي تنظف الأرض السورية من الإرهاب والتوحش. ولا أخفيكم أننا تلقينا إشعارا من السلطات السويسرية بأن هناك مجموعة خاصة حضرت لجنيف للنيل من الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية ومن الرفيق صالح مسلم. لكن نضالنا كان دائما تحت الملاحقة والتهديد، وليس لنا أن نغير في برنامجنا ونضالنا وفق تهديدات هذا وذاك. من أجل هذا زرنا المنطقة، وكم أنا متألم لأن الوقت لم يسمح بزيارة كوباني/عين العرب. تحياتي القلبية لهم ووعد بزيارتهم في أقرب فرصة. وعبر صحيفتكم أيضا أعتذر لكل الأصدقاء والمواطنات والمواطنين الذين لم استطع التواصل معهم مباشرة. لقد كانت الرحلة تفقدية وتواصلية ,ومضغوطة بسبب ظروف الطريق وسمحت بنقاشات معمقة مع الرفاق والأخوة والأخوات حول الأوضاع والآفاق.
“صرح الأمريكي بأن فشل الهدنة يعني انتقال للخطة ب وصرح ريباكوف بأن الفدرالية شكل مناسب لسوريا. تحدثت مع نائب الوزير بعد عودتي مباشرة، فقال لي هذه وجهة نظري ولم أتناقش بها مع الخارجية الروسية. والأمريكي يقول لنا بأن الخطة ب ليست وصفة جاهزة بل للقول بأننا لن نترك فرصة الحل السياسي تمر دون استنفاذ مختلف السيناريوهات المحتملة لحل سياسي”.
– أيضاً لو نتحدث عن آخر التطورات بشأن مباحثات جنيف3، هل ستحضرون المباحثات؟
– في نضالي الحقوقي وعندما شاركت في مفاوضات لحل مشاكل في غير سوريا كنت أعتذر عندما لا يكون التخطيط جيدا والطريق معبدا بعناصر النجاح، بطبعي أكره الفشل ولو إنه إنساني، فكل إنسان خطاء. ولكن عندما تدرّس طلاب “المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان” أسس التفاوض وكنت من طالب بتدريب المعارضة في اسطنبول ومونترو على التفاوض قبل جنيف 2 وبعدها، وترى كل عوامل الفشل وسوء التحضير واللفلفة والمراضاة لهذا وذاك، تقول لنفسك، هل أنا مضطر لأن أكون جزءا من عملية فاشلة لم يجر تفادي الأخطاء فيها رغم كل نصائحنا؟
بصراحة، لم نر أي مؤشر على تحضيرات جديدة وتفكير بناء. الأمور تجري ضمن هوس الخوف المبالغ فيه عند السيد ستافان ديميستورا. عندما يخضع الوسيط الدولي لضغوط واملاءات الأمر يزيد تعقيدا. لا يمكن لمفاوضات منظمة بشكل رديء وراضخة لمنطق الإرضاءوشانتاج الإنسحاب من هذا الطرف أو ذاك وعدم التمكن من وضع الأطراف الفاعلة على الطاولة وتنصيب من دعمه الطرف الأمريكي أو الروسي في الصدارة وتهميش من لا قوة خارجية تدعمه، لا يمكن في هكذا وضع الوصول إلى حل سوري بأيد سورية. ما زالوا يطبخون البحص فلا ننتظر مائدة قابلة للهضم.
– كان قرار وقف إطلاق النار مفاجئاً، برايك هل ستنجح هذه الخطوة ومن سيستفيد منها، قوات النظام أم قوات المعارضة، أم قوات سوريا الديمقراطية؟
قرار وقف العمليات العدائية ضروري جدا. العديد ممن يقاتل منذ أشهر بل أكثر يقاتل من أجل القتال لا من أجل تغيير جدي في حياة الناس وأوضاعهم ومستقبل نظام الحكم، لذا أسميتها بالحرب القذرة. المدنيون في معظم المناطق هم الوقود الوحيد اليوم للعنف. على الأقل ثمة من طرح استمرار العنف في إطار الحرب على الإرهاب ووقف ما سوى ذلك. لذا نحترم القرار وتلتزم قوات سوريا الديمقراطية به. ولا نتعامل مع الموضوع من منظار المستفيد والخاسر، لأن من يهمنا هو الإنسان السوري ووقف النزيف الذي تعيشه سوريا.
– ماهي قرائتكم للطرح الروسي بشأن الفدرالية لسوريا الجديدة، ماهو مفهومك في حل تم تبني هذا الطرح؟
صرح الأمريكي بأن فشل الهدنة يعني انتقال للخطة ب وصرح ريباكوف بأن الفدرالية شكل مناسب لسوريا. تحدثت مع نائب الوزير بعد عودتي مباشرة، فقال لي هذه وجهة نظري ولم أتناقش بها مع الخارجية الروسية. والأمريكي يقول لنا بأن الخطة ب ليست وصفة جاهزة بل للقول بأننا لن نترك فرصة الحل السياسي تمر دون استنفاذ مختلف السيناريوهات المحتملة لحل سياسي. في تيار قمح لدينا نقاش مستفيض حول اللامركزية الديمقراطية والقراءة الأفضل لترجمتها في ضوء الواقع السوري، كذلك يوجد رؤية للحزب الديمقراطي الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي. لسنا بحاجة لنقل نماذج غيرنا مركزية كانت أم فدرالية، وأنتم تعرفون أن تأثر المثقف والسياسي السوري كان بعد الاستقلال أكثر منه تحت الانتداب، والمثل الفرنسي فاشل كمثل مركزي وبدأت مراجعته منذ عشرين عاما لكن دون علم أتباعه من السوريين. هذا الأنموذج كان رديئا بعلمانيته النضالية داخليا الإنتهازية خارجيا، وكانت معاملته للشعوب المكونة من فرنسا استئصاليا، نحن بحاجة لاستنباط أنموذجنا السوري الخاص. داخليا وجهة نظري الشخصية معروفة وبوصفي رئيسا مشتركا للمجلس أتجنب الآن طرحها للإعلام باسمي الشخصي، أتمنى أن تنال أغلبية قوية في نهاية هذا الشهر، وبكل الأحوال ستكون الرئاسة المشتركة المدافع الطبيعي عن الأطروحات التي يتبناها اجتماع الهيئة السياسية.
– إلى أي حد تفاهم الامريكان والروس، بشأن إنهاء الأزمة السورية؟
اعتقد بوجود قناعة عند الطرفين بضرورة وضع حد للمأساة السورية لأن التبعات الخارجية صارت كبيرة ويصعب الرد عليها بمنطق إدارة الأزمة.
– هل برأيك سينجح مشروع مجلس سوريا الديمقراطية، في حال بقي النظام أم رحل؟
مجلس سوريا الديمقراطية ليس مجرد مشروع نضالي لجمع من الأحزاب والقوى والشخصيات، بل هو استجابة لحاجة موضوعية في البلاد. من هنا صعوبة المهمة التي نحملها على عاتقنا، وهي مهمة استنفار كل القوى الديمقراطية فعلا والمدنية ممارسة من أجل إنقاذ البلاد من العنف والاستبداد والإرهاب. المشروع يهدف لخروج شعبنا، الذي خسر الاستقلال الأول (السيادة والاستقلال) والاستقلال الثاني (بناء دولة ديمقراطية مدنية)، من نفق شارك في تشييده الحل الأمني العسكري وعسكرة الثورة وغزو المقاتلين الأجانب، من أي بلد حضروا ولأي طرف انضموا. لقد بدأت قطاعات شعبية هامة تهتم بهذا المشروع وتتابعه وتتفاعل نضاليا معه. الأعداء كثر، ولكن وعي اللحظة التاريخية التي نعيشها والحس الشعبي الذي يميز اليوم بين مرتهني القرار ومستقلي القرار، بين القبضايات وبين أصحاب القضية، بين الظلامية والتنوير كل هذا سيقلب الطاولة على كل من يتعيش من الثورة ويعيد الاعتبار والقوة لمن يعيش من أجل التغيير الديمقراطي المدني.
“كنت وقتها نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية وطالبت بدعم التجربة والمشاركة بها. كان هناك ثلاث مواقف في الهيئة لا للمشروع، نعم ولكن بدون عقد اجتماعي، دعم التجربة. عند احتلال داعش للموصل اشتد الخلاف في الهيئة، طالبت بتشكيل هيئة وطنية عليا لمحاربة الإرهاب والتوحش ولم ينجح اقتراحي. مع الهجوم على كوباني كنت قد قدمت استقالتي وتحركت بشكل مستقل بالتنسيق مع اليسار الأوربي والديمقراطيين من المنطقة من أجل صد العدوان. ثم صار التنسيق عبر لجنة القاهرة وتيار قمح وتجمع عهد الكرامة والحقوق. التجربة يانعة وتحتاج للمساعدة على مواجهة الصعوبات اليومية والتقييم الدائم ومراجعة حسن الأداء. ولا يمكن فعل ذلك دون التفاعل والتعاون اليومي”
– لو نتحدث عن التحركات الأخيرة لحل الأزمة في سوريا، بداية التحضير لمؤتمر الرياض. كيف تم التواصل معكم، ومن هي الجهة التي تواصلت معكم، وسبب انسحابكم في اللحظات الأخيرة؟
بدأ الاتصال في فيينا عند اختيار المملكة العربية السعودية مكانا لعقد اجتماع للمعارضة السورية اجتمع وفد مؤتمر القاهرة مع الأمير محمد بن سعود وقلنا له بأن تنظيم أي مؤتمر يفترض وضع عناصر النجاح وتعزيزها وعوامل الفشل وتهميشها. وقلنا الكلام نفسه للأمريكي والروسي وديميستورا. الإعداد كان فوقيا ومسيسا من دول الإقليم وفرضت أغلبية تابعة للثلاثي القطري السعودي التركي مزينا بأسماء مستقلة. ما تبقى من هيئة التنسيق هرول بحثا عن مكان بأي شكل ولم يتوقف عند رفض ثاني اسم في القائمة التي قدموها (صالح مسلم). وطالبت بحضور عدد من الشخصيات الهامة. وعدوا بذلك، ولم يحدث. تدخلت دولة عربية فوافقوا على بعض المقيمين فيها ورفضوا الباقي. توضحت الصورة لي فرفضت المشاركة.
– تزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض انعقاد مؤتمر ديريك للمعارضة السورية وشاركتم باسم تيار قمح في المؤتمر، منذ متى كنتم تعلمون بتحضيرات مؤتمر ديريك ومن تواصل معكم، وأهم النقاط التي ناقشتموها مع الجهة الداعية للمؤتمر؟
ليس هناك علاقة بين الرياض وديريك، منذ مؤتمر القاهرة ورفض هيئة التنسيق والتيار الديمقراطي في الائتلاف لفكرة جسم سياسي للمؤتمر، بدأنا نقاشات واسعة من أجل مؤتمر جديد يخرج بجسم سياسي للديمقراطيين السوريين، وقد تقاطعت هذه المبادرة مع مبادرة حركة المجتمع الديمقراطي ونسقنا معا وجرى اختيار التاريخ بحيث لا يصدف في موعد القاهرة تجنبا للخلط وسوء الفهم. بسبب حرص المنظمين للرياض على الاجتماع قبل صدور قائمة التنظيمات الإرهابية نظموا مؤتمرهم قبل أسبوع فتصادفت الأجندات الزمنية.
– لاحقاً تم انتخابك رئيساً مشتركاً لمجلس سوريا الديمقراطية، أولى الخطوات التي بدأها مناع كرئيس المجلس ومع من تواصلتم في ظل التحضيرات لمباحثات جنيف3؟
أولا التعريف بالمشروع في الأوساط الإقليمية والدولية وتوضيح أهدافنا لكل الأصدقاء. بناء شبكة علاقات قوية والتحضير لاجتماع ممثلية الخارج في مدة شهر.
– بدأتم بعد انتخابكم رئيساً لمجلس سوريا الديمقراطية، بإرسال رسالة لرئيس مجلس الأمن الدولي بأن قواتكم “قوات سوريا الديمقراطية” حررت وتستولي على أكثر من 16% من الأراضي السورية ومعارضة الرياض لا تستولي على5 % من أراضي سوريا. كيف تابع المهتمون تلك الرسالة، وماذا كان الجواب؟
قام رئيس مجلس الأمن بتوزيع الرسالة وتثبيتها وثيقة رسمية ذات علاقة بالقرار 2254.
– أهم ما جرى في تحضيرات جنيف3، واستبعادكم من المحادثات، من تواصل معكم، وكيف تم الاتفاق ومناقشة تمثيلكم من عدمه في مباحثات جنيف3 ؟
جرى التواصل معنا لتقديم قائمة، فقمنا بذلك، لم نتلق جوابا. تم الاتفاق على اجتماع في لوزان لتشكيل قائمة واحدة بين منتدى موسكو ومؤتمر القاهرة. قبل الاجتماع وجه ديميستورا 10 دعوات من قائمة روسية تسلمها بعد حذف خمس أسماء كردية. قالوا لنا لا تتوقفوا عند ذلك القرار في لوزان لكم. حضرت الرئاسة المشتركة وصالح مسلم وإثنان من موسكو. اتفقنا على قائمة واحدة لكن لم توجه الدعوة لأي عضو جديد في القائمة المتفق عليها. يعني بقيت قائمة موسكو هي وحدها المدعوة. الخلاصة عندي أن الأمريكان أرضوا موسكو بقائمتها مقابل إرضاء الأتراك بحذف أي اسم كردي أو من قوات سوريا الديمقراطية. لذا رفضت كل الوساطات للمشاركة لأن ما يبنى على باطل نتائجه باطلة.
– منذ الإعلان عن الإدارات الذاتية في المناطق الكردية، كيف كان موقفكم في البداية منها وكيف تتابعون تطورات تلك الإدارات الثلاث؟
كنت وقتها نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية وطالبت بدعم التجربة والمشاركة بها. كان هناك ثلاث مواقف في الهيئة لا للمشروع، نعم ولكن بدون عقد اجتماعي، دعم التجربة. عند احتلال داعش للموصل اشتد الخلاف في الهيئة، طالبت بتشكيل هيئة وطنية عليا لمحاربة الإرهاب والتوحش ولم ينجح اقتراحي. مع الهجوم على كوباني كنت قد قدمت استقالتي وتحركت بشكل مستقل بالتنسيق مع اليسار الأوربي والديمقراطيين من المنطقة من أجل صد العدوان. ثم صار التنسيق عبر لجنة القاهرة وتيار قمح وتجمع عهد الكرامة والحقوق. التجربة يانعة وتحتاج للمساعدة على مواجهة الصعوبات اليومية والتقييم الدائم ومراجعة حسن الأداء. ولا يمكن فعل ذلك دون التفاعل والتعاون اليومي.
– هل صحيح كما تتهم المعارضة السورية في اسطنبول والرياض أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يعمل لصالح النظام السوري؟
علاقتي بحزب الاتحاد الديمقراطي تعود إلى 2004، ويوم كان للحزب معتقلين كان أحد الرياضين وزير ثقافة عند النظام ورياض الثاني محافظ ثم وزير ثم رئيس وزراء. أما رئيس الوفد المفاوض لهيئة الرياض فكان يعد دراسة عن الرؤية الاستراتيجية العسكرية لحزب الله ويرافق بطائرته الضيوف الرسميين للأسد عند دخولهم الأجواء السورية. من كان بيته من زجاج، لا يضرب الناس بالحجارة.
– كيف تتابعون عملية دعم قوات سوريا الديمقراطية من قبل أمريكا وروسيا اللتان لم تتفقا على أي شيء في سوريا، سوى دعم هذه القوات وبقوة؟
– كلمة دعم كلمة كبيرة وعندما تقول (وبقوة) يصبح الأمر مبالغا فيه، لم تقدم قطعة سلاح للقوات من أي البلدين. الولايات المتحدة بحاجة لأي نصر عسكري ضد داعش لإقناع الرأي العام الغربي بأنها تفعل شيئا ناجعا وناجحا، وروسيا بحاجة للقول أنها ليست ضد الفصائل المعتدلة وتحارب الإرهاب… قوات سوريا الديمقراطية تعتمد على نفسها وعلى حاضنتها الشعبية.
– هل لديك شكوك أو معلومات أن سوريا بالفعل تتجه نحو التقسيم؟
لا يوجد مصلحة في التقسيم لأحد لأن الجميع يخاف من سابقة لن تترك أحدا من نيرانها. ليس حبا بعيون السوريين، ولكن خوفا على تهدد مصالحهم ووصول النيران لبيوت حلفائهم.
– كيف تتابعون وماهي الاجراءات التي ستتخذونها في مجلس سوريا الديمقراطية حيّال عمليات تدخل الجيش التركي والتوغل في الأراضي السورية وقصف مدن سورية ومنها مدينة عفرين؟
الحكومة التركية تريد توريط قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة مسلحة معها. ونحن نعض على أصابعنا صبرا ونرفض التصعيد الذي يصب في خدمة التدخل التركي أكثر فأكثر. لذا نتصل بكل من يهمه الأمر لنقل صورة الانتهاكات والضغط لوقف العدوان. ولكن كما يتحدث الآخرون عن خطوط حمراء لدينا خطوطنا الحمر ويعرفها العدو قبل الصديق.
– هل بقي أمل بعد زوال النظام أن يكون هناك مجال للتعايش في سوريا، وبناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية في ظل ما حصل بعمر الثورة السورية؟
التحدي الأكبر أمامنا هو النجاح حيث فشلت تجارب عديدة خرجت من الصراع المسلح لتبني نظاما هشا أو دكتاتورية جديدة. من هنا الدور التاريخي لمجلس سوريا الديمقراطية لأننا نرفض أن تذهب كل التضحيات التي قدمها شعبنا هباء.
– كلمة أخيرة يوجها المعارض هيثم مناع من خلال صحيفة “Buyerpress” للشعب الكردي في سوريا.
نحن بأمس الحاجة اليوم لكل الديمقراطيين حقا وحملة مشروع التنوير والتمدن فعلا من أجل بناء سوريا جديدة على أسس سليمة تحترم حقوق المواطنة وتعتبر الشراكة في الوطن بين المكونات أصلب ضمانة للسيادة والوحدة.
نُشر هذا الحوار في العدد (39) من صحيفة “Buyerpress”
2016/3/15