تلقى “تيار قمح” البيان الصادر عن “المجلس التأسيسي للنظام الاتحادي الديمقراطي في روج آفا- شمال سوريا” بمبادرة من حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي وأطراف أخرى. والوثائق ذات الصلة. وكنا على علم في التيار بالنقاشات التي جرت حول الموضوع وكان لنا وجهة نظر واضحة تقوم على ضرورة التمييز بين النهج السياسي لمكون من مكونات “مجلس سوريا الديمقراطية” والمنطلقات الأساسية لمجلس سوريا الديمقراطية أولاً، الضرورة الأكيدة لبناء دولة ديمقراطية برلمانية تعتمد اللا مركزية الديمقراطية في الإدارة وتنظيم شؤون المناطق وإعادة البناء والتنمية ثانياً، وضرورة بناء دولة حديثة بجيش وطني واحد ضمن حدود الوطن السوري المشترك تحترم حقوق المواطنة وحقوق المكونات الأساسية للمجتمع السوري ثالثاً, وأخيراً تحقيق التأييد الأكبر لهذا المشروع ليكون مشروعا وطنيا لا مناطقياً يؤكد على ثوابته دستور واحد يقره الشعب السوري. ولهذا اعتبرنا الإدارة الذاتية الديمقراطية شكل من أشكال الإدارة البديلة للتكوين القديم للمحافظات والتوزيع غير المتكافئ بين المركز والأطراف. وضمن هذه الرؤية كانت التقاطعات الأساسية التي جمعت مختلف مكونات “مجلس سوريا الديمقراطية” في علاقة ديمقراطية متكافئة وتجربة تشكل حاجة موضوعية للمجتمع السوري الذي تم اغتيال الأصوات الديمقراطية المدنية فيه في السنوات الماضية عن سابق إصرار وتصميم.
لقد قدم تيار قمح خيرة كوادره لإنجاح هذا المشروع وتمكن المجلس من أن يحتل مكانة متقدمة ليس فقط في قلوب وعقول الديمقراطيين السوريين، وإنما أيضا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
لقد علمنا بالنقاشات والتحركات الجارية عند بعض مكونات المجلس السياسية من أجل فعل شيء يتعلق بالفدرالية، والتي تسارعت بعد تصريح نائب وزير الخارجية الروسية (الذي شبهناه لرفاقنا بقصة السفيرة الأمريكية وصدام حسين ومأساة الكويت). والتي هدر فيها من الحبر حول الفدرالية ما لم يحدث منذ عام 2003 في خضم صياغة الدستور العراقي. وحذرنا الصديق والرفيق من ضرورة عدم الرضوخ لردود الأفعال بعد الموقف التركي الشوفيني من القضية الكردية وقبول الفدرالية الروسية والولايات المتحدة بتغييب الكورد عن مفاوضات جنيف. كما قمنا من قبل برفض دعوة الرياض في غياب مكونات أساسية للمعارضة السورية عن مؤتمر الرياض. وقد طالب تيار قمح وأربع تنظيمات أخرى بتأخير اجتماع الهيئة السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية لأن توصية وصلتنا تعطي تبني المجلس للفدرالية مكان الصدارة، إلا أن الرفاق في أكثر من تنظيم كانوا قد قرروا الاجتماع في 16 من الشهر الجاري لتشكيل مؤسسة لفدرالية شمال سوريا. ورغم كل ما نصحنا به من عدم قتل الأفكار البناءة حول اللا مركزية الديمقراطية في مقاربة إيديولوجية وأجندة متسرعة وتأريخ مرتبط بالمفاوضات لم يأخذ المجتمعون برأينا. لذا فإننا غير معنيين بمخرجات اجتماع 16-17 آذار 2016 ونرفض أن تفرض على “مجلس سوريا الديمقراطية” كأمر واقع. ونتمنى على التنظيمات المشاركة إعادة النظر في قراراتها، حرصا على وحدة مكونات “مجلس سوريا الديمقراطية” السياسية والمدنية والقومية. ونجاح مشروعنا المشترك من أجل سوريا ديمقراطية.
دمشق، 17/03/2016
تيار قمح