نوفمبر 27, 2024

الأساطير الثلاث بين المعارضة ونظام الأسد

TraceyShelton_3_620x433_971652_largeغاب اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة السورية بعدما انتزعت الأزمة الأوكرانية الأضواء وشغلت غرف الاستراتيجيات والتسويات في أميركا وروسيا، في وقت يواصل فيه النظام السوري صب إجرامه على شعبه من جهة وتستمر الجماعات التكفيرية في تشويه البنية السورية وتغيير مسار الثورة من جهة أخرى.
وفق رؤية نائب المنسق العام لـ”هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة هيثم مناع، هناك قسمان من المعارضة السورية، الأول يراهن على الحل العسكري والثاني يعتبره وهماً، ويقول مناع لـ”النهار”: “هيئة التنسيق تعتبر الحل العسكري وهماً أكان من طرف النظام السوري أو المعارضة”، مشدداً على أن “هذا الحل لا يغيّر في المعادلة”.
ومن دون أن يسميه، انتقد مناع عمل “الائتلاف الوطني السوري”، بالقول: “مشكلتنا الأساسية أن أصحاب الخطاب اليومي الداعي إلى تأمين السلاح والمال ذهبوا إلى “جنيف – 2” ومثلوا الحل السياسي، بعد غيابهم عنه لمدة عام ونصف العام وبعد المشاركة في اغتيال السياسة، وعندما فشل أصبح غير قادر على العودة إلى الخطاب الأول ولا على بناء خطاب سياسي متقدم يكون قوة فعل سياسي خلاقة”، معتبراً أنه “من دون تسوية سياسية تاريخية لن تحلّ المشكلة السورية”.
ثلاث أساطير أوجدها كل من النظام والمعارضة ودعماها في السياسة والإعلام، بحسب مناع، وهي:
“تغيير موازين القوى على الأرض، واعتبار أن من يغيّرها يفرض شروطه ويضغط سياسياً، لكن لا يوجد موازين قوى في وضع سوريا المتشابك، ففي حال سيطر أحد الطرفين على قريتين في القلمون من الممكن أن يخسر ثلاثاً في دير الزور أو حلب.
السلاح النوعي: زايد الطرفان في هذا الموضوع، ودعا الطرفان إلى زيادة الدعم بالسلاح والمقاتلين، وبات كل طرف يجذب المقاتلين للقضاء على الآخر أكان من يقاتل الجهاديين أو النظام، إلى أن بات لدينا أكثر من 50 ألف مقاتل غير سوري وبالتالي، تحطمت البنية التحتية، مع نفقات تدمير تجاوزت 350 مليار دولار، إضافة إلى 10 ملايين إنسان خارج التغطية الإنسانية. وكلما ارتفع حجم السلاح ارتفع معه حجم التشريد والدمار.
“الضحك على الناس”: في كل فترة أخذ أحد الطرفين يعد جمهوره والمجتمع الدولي بإنهاء الأزمة خلال شهرين أو في نهاية السنة بناء على المراهنة على دخول سلاح ومقاتلين”.
ويعتبر هيثم مناع أن المشكلة تذكرنا بما جاء في تقرير “الأزمات الدولية، بأن السوريين يفعلون كل شيء إلا السياسة”، مضيفاً: “بغياب السياسة لم نجن من الطرفين سوى التحطيم الممنهج وفوضى الجماعات المقاتلة وعشوائيات الموت وعدم ضبط المقاتلين، فالحرس الوطني غير مسيطَر عليه من الجيش السوري ولا من الهيئة العسكرية، “الطرفان كل مين ايدو الو… وكل مجموعة تتحرك حسب ما ترى”.
ماذا عن تسويات تبقي الأسد في الرئاسة وتضم المعارضة إلى السلطة؟ يجيب مناع: “هناك محاولات من أطراف إقليمية ودولية عدة لخلق مسارات موازية لـ”جنيف -2” كون الطرف الدولي منشغلاً في أوكرانيا، لكنه يشدد على أن “كل المحاولات التي حصلت بدائية ولا ترقى إلى مستوى الجدية لا برموزها ولا شموليتها سواء لأطراف الحكومة أو المعارضة”.
إذا هل أنت مع بقاء الأسد ودخول المعارضة إلى السلطة؟ يجيب: “الموضوع الأساسي يكمن في ضرورة وقف الإجراءات الأحادية الجانب لأنها تحطم العملية السياسية، فمن يكتب دستوره ويقوم بانتخابات نيابية وحده أو يشكل حكومة “من ايدو مدو” أو انتخابات رئاسية يكون عمله “عُلاك” وفارغاً، ويُعتبر طعنة في صدر الحل السياسي”.
ويرى أن الحل بـ”إعادة الاعتبار للحل السياسي لأن مصيرنا أصبح “على كفي عفريت”، ولا بد من لقاء تشاوري لأطراف المعارضة وإعادة هيكلة البرنامج والتصور وإيجاد مجموعة تمثيلية متابعة لمن يمثل الشعب بصدق، لأننا لو سألنا الأخير عن ممثله سيتضح أن ما يمثله الائتلاف عند السوريين لا يتجاوز واحد في المائة فقط “.

صحيفة النهار
محمد نمر
17 نيسان 2014 الساعة 18:35