أبريل 20, 2024

خطر(الإسلاموفوبيا) على المسلمين في الغرب

france-anti-islam-conference-2010-12-18-10-30-45-800x500_cفي الوقت الذي علت فيه أصوات قوى المعارضة في أغلب الدول العربية خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، أثارت المعارضة السورية كثيرا من التساؤلات بغيابها التام وعدم صدور أي ردود من جانبها.

وفي مقابلة عبر الهاتف مع “إسلام أون لاين.نت”، أقر المعارض السوري البارز هيثم مناع بأن المعارضة السورية “لم تكن على مستوى الحدث”، منتقدا ما وصفه بسياسية “رد الفعل الكيدية” من جانب قسم كبير منها -وخاصة “جبهة الخلاص” التي تضم أغلب معارضي الخارج- بحيث تحدد علاقاتها السياسية مع الأطراف الأخرى بحسب علاقات تلك التيارات بالنظام السوري وهو ما جعلها تتوارى وسط دخان حرب لبنان.

ودعا مناع -المقيم في باريس- المعارضة السورية إجمالا إلى أن تقف وقفة نقدية مع الذات وتدرك كيف “حصر دورها في زاوية ضيقة تحت وطأة النظام” دون أن تبدي مبادرات فعالة للتحرر منه.

غير أنه دعا في الوقت نفسه إلى إطلاق برنامج وطني ومقاومة مدنية “لا تقطع الخيط” مع السلطة لمواجهة الأخطار الوشيكة التي تهدد سوريا بأكملها، كما دعا النظام السوري إلى عدم التدخل في الشئون اللبنانية إذا كان حريصا على لبنان ومقاومته.

وتضم جبهة “الخلاص الوطني” المعارضة في الخارج حوالي 50 شخصية من المعارضة السورية وفي مقدمتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام والمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني.

وشارك المعارض السوري هيثم مناع في التوقيع على “إعلان دمشق” الذي وقعت عليه قوى معارضة الداخل والذي يضم “التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا” الذي تشارك به 5 أحزاب محظورة، والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا والجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا وحزب المستقبل (الشيخ نواف البشير) ، وشخصيات مستقلة أخرى بينها الأستاذ هيثم المالح والنائب المعارض السابق رياض سيف.

وفيما يلي نص المقابلة مع مناع:

* يرى المحللون أن المعارضة السورية فشلت في الظهور على المسرح السياسي إبان الأزمة اللبنانية كما فشلت في توظيف نتائجها.. ما رأيك؟

-بالتأكيد لم تتمكن المعارضة السورية من لعب الدور المطلوب منها؛ فالأحداث التي جرت منذ نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية أظهرت مدى ضعف المعارضة السورية الذي يرجع إلى انتهاج قسم من المعارضة لما يمكن تسميته بالسياسة “الرد فعلية” الكيدية؛ فهي تحدد العلاقات السياسية مع الأطراف الأخرى بحسب علاقات تلك التيارات بالنظام السوري؛ لذا فإننا وجدنا قطاعا من هذا التيار يتقرب من الزعيم الدرزي اللبناني المناهض للنظام السوري وليد جنبلاط بدلا من إقامة علاقات مع حماس أو حزب الله؛ وذلك لأن لديهما صلات بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأنا كمعارض سوري قلت منذ البداية أن “جبهة الخلاص” المعارضة التي ولدت في الخارج قد ولدت ميتة. وكأحد الموقعين على “إعلان دمشق” أقول للقوى السياسية المعارضة في الخارج والداخل: أنتم لم تعرفوا على أي سراج تسيرون في الأحداث القومية؛ فبعضكم قد أخذ موقفا واضحا والبعض الآخر تمنى بينه وبين نفسه هزيمة المقاومة اللبنانية.

فإذا كنا نعتبر أنفسنا في المعارضة الديمقراطية وجزءا من مشروع مستقبلي يعتمد على إيجاد دور أساسي بين السياسة الداخلية والإقليمية فلا بد من إقامة شبكة علاقات سليمة لا تقوم على ردود الأفعال أو العلاقات التي يبنيها الطرف الآخر مع السلطات السورية أو حزب البعث السوري.

وإذا كانت هناك علاقة جيدة بين حركة حماس والنظام السوري فذلك لا يعني ألا نمد أيدينا لحماس ونبحث عن النقاط المشتركة بيننا؛ لأن حماس هي جزء أساسي من عملية صنع المستقبل في الشرق الأوسط وكذلك حزب الله؛ فهذه قوى سياسية فعلية وفاعلة كما أنها حديثة في تكوينها ووظيفتها.

* كيف تنظر إلى وضع كل من النظام والمعارضة أمام الشعب السوري بعد الحرب على لبنان؟.

-إذا سمح لأحد مراكز الأبحاث لعمل استطلاع رأي حر، فإن الشخصية الأكثر شعبية في سوريا ستكون حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وليس الرئيس بشار الأسد أو رياض الترك من المعارضة، كما أن الحزب الأكثر احتراما هو حزب الله وليس البعث أو جبهة الخلاص في سوريا.

وأريد أن أشير إلى أن جزءا كبيرا من المعارضة لم يكن على مستوى الحدث.. فالسلطات السورية كانت الحلقة الأضعف فيما يسميه مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة برباعية حماس – حزب الله – سوريا – إيران؛ فالأداء السوري الرسمي لم يكن هو الآخر على مستوى الحدث. ففي حين جاء خطاب نصر الله بعد الحرب معتدلا ومسئولا، جاء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بلا كلمات تعبر عن موقف تاريخي بل كان شجارا مع القوى السياسية اللبنانية المناهضة له.

* بدأت التهديدات الإسرائيلية والأمريكية لسوريا تتصاعد بعد الخسائر التي تكبدتها إسرائيل على يد حزب الله المدعوم من سوريا، فكيف يمكن لسوريا الوقوف في وجه عدوان محتمل عليها؟.

-من الناحية التقنية، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هناك شبه حصار على سوريا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي لكي لا تتمكن من تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة متكافئة بالمعنى العسكري النظامي؛ لذلك هناك مشكلة في تحديث قدرات الجيش وهى نفس المشكلة التي كانت في فيتنام إبان حربها مع أمريكا، لكن هناك فكرة “المقاومة المدنية”؛ أي إن المجتمع يتماسك في مؤسسات لها الحق في التعبير عن نفسها والدفاع عن الوطن ضد كل الأطراف الخارجية.

إن أي مشروع لمقاومة مدنية أو عسكرية لا بد أن يرتكز على حامل سياسي، وهذا الحامل هو التنظيم أو الجبهة أو الحزب، ونحن نكتشف في سوريا أن النهج المدني المقاوم لا يوجد له حامل سياسي؛ فالطبقة السياسية لم تستطع الانتقال من مستوى التوظيف الرديء إلى مستوى الاستقطاب الواسع للناس التي عادت إلى عالم السياسية بفضل الأحداث في لبنان؛ فنحن الآن لدينا جيل كامل من الشباب يدخل السياسة ويفضل المقاومة لكنه لا يعرف إلى أي تنظيم أو تيار يسير، إلى المعارضة الضعيفة أم السلطة المستبدة.

* وما هي خيارات المعارضة السورية في المرحلة القادمة لتفعيل دورها داخل الشارع السوري؟.

-يجب على المعارضة السورية أن تقف وقفة نقدية مع الذات وتدرك كيف كانت مقصرة وأين وجه التقصير وكيف تركت المجال الواسع للعمل السياسي وحصرت نفسها في زاوية ضيقة؛ فلعب دور الضحية لا يتسق مع ثقافتنا العربية الإسلامية التي لا يوجد بها حائطا للمبكى فيجب أن نفتح العين ونتأمل لبحث نقاط الضعف لتجاوزها.

وبالنسبة لي، فأنا كمناضل حقوقي معارض مهمتي أن أعبئ كافة الطاقات لوضع حد لقانون 49 الذي يحكم بالإعدام على كل من ينتمي إلى حزب سياسي وتسهيل العمل الطبيعي لكل القوى السياسية الممنوعة.

وهناك مهمات مدنية وسياسية على المعارضة أن تقوم بها ولا تنتظر تليفزيون السلطة ليعلن عنها.

لذا فإن مشروع المقاومة المدنية يحتاج إلى مبادرة تاريخية بحجم التحديات، مبادرة تعيد الخطوط التي قطعت بين الحكومة والمعارضة من أجل إقامة برنامج وطني شامل عنوانه: الدفاع عن الوطن وكرامة المواطن.

فكما رأينا في جنوب لبنان عندما نجح حزب الله في تغيير الإستراتيجية العسكرية بجعل كلمة “درع” تتحول إلى “الإنسان الحامل لهذه الدرع” الذي هزم إسرائيل لم تعد التقنية سيدة الموقف.

* في استشرافك للعلاقة بين النظام السوري والقوى السياسية اللبنانية في المرحلة المقبلة، ما هي حدود تلك العلاقة؟.

بالنسبة للدور السوري في لبنان في المرحلة القادمة، يجب أن نعرف أن حزب الله –حليف سوريا- صار أقوى بعد خروج القوات السورية. وإن كانت سوريا حريصة على حلفائها في لبنان فيجب ألا تتدخل في شئونهم الداخلية.

فالخطاب اللبناني لا يحتاج إلى تشويش إذاعي خارجي يصدر من سوريا أو مصر أو السعودية خاصة في ظل الصراعات والتحالفات التي تعج بها الساحة السياسية اللبنانية.

أحمد عطا- إسلام أون لاين.نت 2482006 حررت بتاريخ